قصص المهتدين والمهتديات        أمريكية تركت التشيع واعتنقت الإسلام جزء2

صاحب القصة : أمريكية - بتاريخ : 10-05-2017

انتهى بي المطاف إلى المجتمع الشيعي ثانية، ومرة أخرى لكونهم يتحدثون الإنجليزية ولكونهم ينشطون في الدعوة هنا في ميشيغن باللغة الإنجليزية. فعندهم دروس الجمعة المسائية، يتلوها نشاط كرة السلة والبيتزا، حيث يجتمع الأطفال. وبالفعل يذهبون للجامعات ويلقون المحاضرات وأمور كهذه. 
 

 

أنشطتي معهم كثيرة رغم تبرؤهم مني !! 


 نعم، وأحيانا يسوء الأمر أكثر من ذلك، سبحان الله. سبحان الله .. الآن أنا مسلمة وأتبع أهل السنة والجماعة، هذا ما أتبعه، لكن  دعوني أذكر لكم، كيف أصبحت من أهل السنة والجماعة...

 أنا كنت من أهل السنة والجماعة طيلة حياتي من غير أن أدرك ذلك
عندما عدت للمسجد وعدت لزمالة الشيعة ثانية كونهم الوحيدون الذين أعرفهم، انتسبت إلى مجموعة من الأخوات كن ينشطن في إصدار نشرة إخبارية (مطوية)، كنا نطبع 1500 مطوية نوزعها على الجالية بغرض الدعوة كل شهرين/ كنا نقوم بذلك مجانا، فعندما شاركت في هذه المجموعة، كانت هذه النشرة شيعية صرفة، ثم بعد مشاركتي انتهى الأمر لأن أكون نائبة الرئيس، وعندماأصبحت نائبة الرئيس جعلتهم يتوقفون عن جعلها نشرة شيعية، وجعلتها لا سنية ولا شيعية، ولكن لأساسيات الإسلام: من هو الله، من هو النبي محمد، ومثل هذه الأمور. كنت أكتب مقالات في مقارنة المسيحية بالإسلام، وهو اختصاصي، والأخوات الأخريات يكتبن مقالات أخرى، لأن المشكلة التي واجهتنا هي أن الناس، يعني لو أخذت الأخت النشرة إلى المنزل، بحيث لو كان زوجها سنيا  أو شيعيا سيقول:

 لا تدخلي هذه النشرة الشيعية إلى بيتي، أو أن هذه نشرة سنية لا تدخليها بيتي. وعليه لن يتعلم الناس الإسلام. فقررنا جعل النشرة حيادية، وحتى استطعنا أن نحصل على إعلانات من أناس سنة وشيعة، وزاولنا هذا الشيء لفترة طويلة، بالرغم من قبولي لدى الجالية الشيعية، وكوني صديقة للشيعة، إلا أنه لم يقبل بي زوج أي صديقة شيعية.

 كانوا جميعا وجلين مني، كانوا جميعا يخشون أن أحول زوجاتهم إلى سنة. كانوا يقولون بأني سنية، وكنت أرد كلا أنا لست بسنية

فمكثت على هذه الحال عشر سنين، تابعت فيها مساعدة المسجد. قمنا بإصدار النشرة الإخبارية، وقمنا بعمل عرض أزياء إسلامي حضرته مائتي إمرأة، كما أتينا (بممثلي) ناشونال جيوغرافيك . كنا نشطين في مجالات كثيرة، والحمد لله كانت (الأمور) جيدة، ولكن مع ذلك لم أكن مقبولة. لم أكن مقبولة بينهم إطلاقا، كانوا يستهزئون بي ، كانوا يذكرون اسمي ويقولون بأنها تكون دينا خاصا بها لأني لم أكن أعتقد بما كانوا يعتقدون به. كانوا يعلمون بأني لا أؤمن (بما يؤمنون به)، ولكن كون الجميع كان يعرفني وكونهم يعلمون أني أؤمن فعلا بالله، تجاوزوا عن وجودي حولهم.

 

سبهم الصحابة وعائشة وردي عليهم بالمنطق رغم عدم معرفتي !!

 

أذكر أنهم كانوا يقولون أشياء عند غضبهم مثل سب الصحابة أو البصق على عائشة، فكنت دائما ما أقول لهم، مع أني لم أكن أعلم شيئا عن هؤلاء الناس، لأنهم لم يكونوا يعلمونك مثل هذه الأمور، لأنهم لم يكونوا يتحدثون شيئا عنهم، سوى أنهم كانوا أشرارا وسيئين، وأن الأحاديث سيئة، ولا داعي لأن تعرف من أقوالهم أكثر من ذلك. لكن عندما كانوا يفعلون ذلك، كنت أقول لهم، اسمعوا، النبي صلى الله عليه وسلم اختار أن يكون هؤلاء الناس أصحابه، وإذا كان (النبي) قد اختارهم أصحابا له إلى يوم وفاته، من أنتم حتى تدعوا بأنهم لم يكونوا صلحاء بالدرجة الكافية.

 طبعا أنا لم أكن أعرف شيئا، لم أكن أعرف من هم هؤلاء الناس ولكن بالمنطق، وعندما كانوا يبصقون على عائشة، كنت أقول:

 اسمعوا، هذه زوجته، إن كان قد اختار أن يبقيها، سواء سيئة أو شريرة، لا أعلم، إذ لم أكن هناك، لكن لا يمكنكم البصق عليها، فقد  كانت زوجه، ماذا بكم؟؟

فهكذا كنت، وكانوا دوما يستهزؤن بي بسبب ذلك. وأقسم بالله لمدة عشر سنين كنت أعتقد بأنني المسلمة الوحيدة في العالم التي تؤمن بهذا، وجعلوني فعلا أعتقد أن شيئا ما بي، بأنه لم يكن بمقدوري القبول بالإسلام، بأن هناك خطأ ما بي، شيء يجعلني أتمرد، وكنت أظن لعل نمط حياتي الكافر لأني نشأت كأميركية وليس بمقدوري التخلص منه، لم يكن بمقدوري أن أصدق ما يقولونه لي، فكنت أظن بأني معتوهة. كانوا يقولون لي بأني أشكل دينا خاصا بي، وأني سأذهب لجهنم لأنني غبية ولا أعلم الذي أفعله.

 ثم يسألونني هل أنا سنية أم شيعية؟

 فأقول أنا مجرد مسلمة. فيقولون:

كلا عليك أن تختاري أحدهما، فأقول كلا لا يتحتم علي هذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن سنيا ولا شيعيا، ثم أسوق لهم الآية من القرآن التي تنهى عن التفرق إلى شيع وتفضيل إحداها على الأخرى، لكنهم كانوا يضحكون مني وينعتوني بصفات، ويخبروني كم أنا غبية، لكن لم أكن أهتم بذلك، كنت لوحدي أنوي تشكيل الإسلام الخاص بي، لم أكن أهتم.


دخولي الأول لغرفة الإسلام


وأقول لن تصدقوا هذا: منذ سنتين، أخت شيعية صديقة لي، تعرفني جيدا، كانت تذهب إلى غرفة الإسلام يجيب، وكانت تطرد دائما، كانت تطرد دائما، لكنها كانت تعرف الناس هناك، وتقول لي: أنت مكانك هنا، اجلسي مع الناس الذين تنتمين إليهم، أنا أعرفك وأعرف كيف تفكرين، وسوف تعجبين بهؤلاء الناس. وكنت أقول كلا، لا أريد أن أذهب إلى الانترنت وأقابل الغريب والمجنون من الناس، لا شكرا لك، وتقول: كلا كلا عليك أن تذهبي إلى هنا.

وفي يوم من الأيام أخذتني إلى غرفة الإسلام يجيب، لا يمكنني نسيان هذا، كان هناك الأخ أبو حارث والأخ سيف العدل، وعندمجيئي للغرفة، كان عندي في هذا الوقت أسئلة كثيرة، وأمور أخرى كثيرة أردت أن أسأل عنها وأعرفها، وعندما بدأت ألقي أسألة شيعية طار صوابهم، كانوا مستعدين لقتلي، ظنوا أنني جئت للغرفة لأجل الفتنة، وكان الجميع يصرخ بي، يا إلهي كنت على وشك أن أطرد في كل يوم، والأخ جبريل – أصبحت مسخرة لأن الأخ جبريل كان يقول أعلم أنه إذا كانت ليمون ستسأل سؤالا علي أن أقرأ كتابا قبل أن أجيبها، لأني كنت أسأل أسئلة صعبة جدا، (كل من يستخدم عقله يرى الفرق) صحيح، وأنا فعلت هذا، طبيعي جدا، فالأخ أبو حارث، ووالله لولاه، لعلي لا أكون اليوم هنا، فلقد حماني، هو من (رواد) الغرفة، وما شاء الله كل من بالغرفة كرهني، وسيف العدل كان يريد طردي في كل يوم، لم يكن يطيقني. والحمد لله هو الآن أحد أصدقائي الطيبين – الحمد لله، ولكن في ذاك الوقت كان يظن أني هناك في الغرفة لأجل الفتنة، وبدأت بالذهاب إلى الغرفة، والأخ (أبا) فعلا ساعدني، أعطاني الكثير من المعلومات في البداية، وأجاب أسألتي، وعمل على تهدئة الكثيرين في الغرفة كي يستطيعوا إجابتي، والحمد لله أنا هنا، ولم أترك (الغرفة) منذ ذاك الوقت. وقد عرفت منذ اللحظة التي دخلت فيها الغرفة وبدأت بمحادثتهم، قلت في نفسي يا إلهي هؤلاء الناس مثلي- شيء مدهش.

نعم الشيعة عندهم أشياء غريبة. فلو كنت شيعيا ومت، لا يمكن دفنك في ذات المقبرة مع شخص سني. أظن لأن السني كافر، وبالأصح يعتقدون بأن السني كافر. لكن هناك من الليبراليين من لا يعتقد ذلك
 
أنا لست في أية جالية، لا أنتمي الآن لأية جالية، وهذه هي المشكلة عندي. لقد عدت لتوي للولايات، ففعلا لا أعرف أحدا هنا،  سأعطيك مثالا:

 ذهبت إلى المطعم منذ أسبوع، وإحدى الأخوات الشيعيات رأتني، فكل الشيعة الآن يعلمون أني عدت للبلدة. فبدأوا بالاتصالودعوتي للزيارة، لكني أعلم بأن النتيجة ستكون مشاجرة كبيرة، لأني أعلم منذ أن أصبحت سلفية، عفوا لا أعني سلفية، أقصد من أهل السنة والجماعة، أصبحت في القائمة السوداء، لا أحد يريد أن يكلمني ثانية لأنه سبحان الله، وانظروا لهذه – هذه دورة كاملة. هل تذكرون الناس الذين تحدثت لكم عنهم في المدرسة عندما بدأت أتعلم عن الإسلام؟ نعم أول ما علمني الشيعة أن القوم الذين أتعلم منهم في المدرسة وهابيون، والوهابيون أشرارا، والوهابيون سيقتلونك وأنهم مجانين، وإذا ما ذهبت للحج سيضربونك بالعصا، وسيركلونك ويبصقون عليك، وأنهم أشرار، سبحان الله ..

 والله هذا ما تعلمته منهم. والآن أدور دورة كاملة لأعود ثانية لأهل السنة والجماعة.
الناس الذين هم في المدارس، الذي حصل أن الناس الذين تعلمت منهم في المدرسة، عادوا لأوطانهم، مع مجيء العطلة الصيفية عادوا لأوطانهم، فلم أقابلهم ثانية، لم أجتمع بهم ثانية، فلو لم يأخذ الناس عطلتهم الصيفية فلعلي كنت توجهت مباشرة إلى أهل السنة والجماعة. ولكن عوضا عن ذلك، تلقيت تعليما شيعيا لخمسة عشر سنة من الأمور الممتعة، والآن أنا من أهل السنة والجماعة. هناك الكثير مما لا أعلمه. ومشكلتي الآن أن عندي الكثير من المعلومات لكن معظمها عن مصادر شيعية. فيتوجب علي دوما أن أراجع كل معلومة بالتفصيل عن الإسلام. كل ما تعلمته لا أدري الآن إن كان صوابا أو خطأ، وعلي أن أصحح (نفسي) باستمرار، وأن أتأكد أن ما أفكر به مقبولا وليس من مخلفات التشيع فيّ. وعندما أطرح أسئلة، أطرح أسئلة متعمقة لأني أعرف ما يوجد في عقلي من الأفكار الشيعية التي أحاول إزالتها وأستبدالها، ولكن عندما تكون في غرفة دردشة، والناس تريد أن تدردش، فتأتي أنت لتسأل أسئلة، وأنا أحاول معرفة كل تفاصيلها الدقيقة، فحينها يغضبون مني أحيانا

مواقع صديقة

موقع فيصل نور

حوار الحضارات

موقع الراصد